بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ

الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ مَـالِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَََ
الصّفحة العربيّــة
Português - Brazil Espanol - Chile Français English

المقدمة الثانية (من كتاب المنح القدسية) في بيان فهم القوم من اللفظ الواحد معان مختلفة
للشيخ أحمد العلاوي رضي الله عنه

ط§ظ„طµظ‘ظپط­ط© 4

وحاصل الأمر، أن الكلام يطول ذكره، وفي هذا القدر كفاية لمن اعتبره، وبعين الإنصاف تدبره، ويكفينا في القوم إضافتهم لله حيث لقبوا بأهل الله، فإنهم منسوبون إليه، ولا يرون معه في الكون سواه. وكل ما برز من ألسنتهم أو رسموه في كتبهم فهو مأخوذ من الفيض الإلهي لا من قراءتهم، ولا من تدبرهم، إذ وقفوا متوجهين لمولاهم خاضعين لسطوته في حسهم ومعناهم، يأخذون الحكمة حيث وجدوها، لا يتكبرون عن خلق من المخلوقات، ولا يركنون لما سوى الله من سائر الموجودات. اللّهم اجعلنا منهم ولو من المتطفلين على أبوابهم، ولا تقطع إضافتنا إليهم يا أرحم الراحمين.

لي سادة من عزهم أقدامهم فوق الجباه
إن لم أكن منهم فلي في حبهم عز وجاه

وعن بعضهم أنه رأى النبي –عليه السلام- في منامه فقال له يا رسول الله، إني متطفل في هذا العلم فقال (اقرأ كلام القوم، فإن المتطفل على هذا العلم هو الولي، وأما العامل به فهو النجم الذي لا يدرك) فمن أجل عُلُوِّ مقامهم وشرف رتبتهم، وفهمهم الأمور التي لا يدركها أحد إلا بمجالستهم والتذلل على أعتابهم، أردت أن أبين بعض ما يأخذونه من الفقه وغيره بالإشارة التي تناسبهم، مع أخذهم لظاهره والعمل به والتدين بأحكامه، ولا تَفهمْ من أخذهم باطن الألفاظ أن يتركوا ما يقتضيه الظاهر حاشاهم من ذلك، بل يأخذون بما لا يقدر أن يأخذ به غيرهم من العزائم، وسيرتهم في ذلك مشهورة، ولا يخفى ما لهم من التورع، ووظائف الأعمال والتضرع، حتى صار الكل مقتديًا بهم في سيرتهم، ولا يناقض هذا أقوال بعض أهل الجذب الغالب عليهم الحال، لكونهم ناقصين عن درجات الكمال. وأما الكُمَّلُ فأقوالهم مشهورة في عدم انفكاك الحقيقة عن الشريعة أو العكس، منها قولهم: الحقيقة عين والشريعة أمرها. ومنها قولهم: من تحقق ولم يتشرع فقد تزندق، ومن تشرع ولم يتحقق فقد تفسق، ومن جمع بينهما فقد تحقق. ومنها قولهم: الحقيقة باطنة في الشريعة كبطون الزبد في اللبن، فبمخض اللبن يظهر الزبد. وقال شيخنا سيدي (محمد البوزيدي) –رضي الله عنه- (الحقيقة جسد والشريعة أعضاؤها، ولا يمكن أن يكون الجسد بغير أعضاء) ويقال: إن الحقيقة شجرة والشريعة أغصانها، ويكفى في هذا ما قاله –عليه الصلاة والسلام- (الشريعة مقالي، والطريقة أفعالي، والحقيقة حالي) وإذا كان هذا وصفه –عليه الصلاة والسلام- فكيف يتأخر عن هذا المقام، مثل هؤلاء الأقوام، قد زينوا ظاهرهم بالشرع، وجملوا باطنهم بالجمع، وأخذوا من الشرع ما لايقتضيه الطبع، ولا يسبق إليه السمع، فمن أجل ذلك صار جميع ما يفهمونه عن في سائر أحوالهم مأخوذًا من الكتاب والسنة، وقلما تجد قولا من أقوالهم في الشريعة إلا ولهم فيه جميع مراتب الشريعة كالإسلام والإيمان والإحسان، وإن شئت قلت الشريعة والطريقة والحقيقة، بخلاف ما عداهم فإنهم لا يأخذون من القول سوى الظاهر من غير التفات لما له في الباطن من الأسرار القدسية والمعاني الغيبية، ولهذا احتجب عنهم ما كان عليه أصحاب رسول الله –صلى الله عليه وسلم- من نظرهم لباطن الأشياء، لما وقف الناس مع ظاهرها، وقد مدحهم –عليه الصلاة والسلام- بقوله: (سيروا فقد سبق المُفَرَّدُون، قالوا: ما المُفَرَّدُون يا رسول الله؟ قال: هم الذين نظروا لباطن الدنيا حيث نظر الناس لظاهرها) فتحصل من هذا أن العلماء بالله لا يحتجبون بظاهر الأشياء عن باطنها، ولا بباطنها عن ظاهرها، ولا باللفظ عن المعنى، ولا بالمعنى عن اللفظ، راسخي القدمين في كلا الحضرتين اهـ.

ط§ظ„طµظپط­ط© 4 ظ…ظ† ط¥ط¬ظ…ط§ظ„ 4

ط§ظ„طµظ‘ظپط­ط© ط§ظ„ط£ظˆظ„ظ‰ << ط§ظ„طµظ‘ظپط­ط© ط§ظ„ط³ط§ط¨ظ‚ط©