بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ

الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ مَـالِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَََ
الصّفحة العربيّــة
Português - Brazil Espanol - Chile Français English

المقدمة الأولى في شرف علم القوم على غيره - من كتاب المنح القدّوسية للشيخ أحمد ابن مصطفى العلاوي

ط§ظ„طµظ‘ظپط­ط© 4

قلت: وكيف يستغني العالم بعلمه مع أنه مُقَصِّر في فهمه، وقد بلغنا عن الإمام الغزالي –رضي الله عنه- لما اشتغل بتصفية باطنه على مصطلح أهل أنه قال: (ضيعنا عمرنا كله في البطالة فيا خيبة مسعاي في تلك الأيام.! فقيل له: ألست قد صرت بذلك حجة للإسلام؟ قال دعوني من هذه الترهات، أما بلغكم قوله –صلى الله عليه وسلم-: (إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر). فانظر يا أخي تواضع هذا العالم الشهير، وإقراره بما كان عليه من البطالة قبل اجتماعه بالقوم، ولا تحسبنه قال ذلك تهاونا منه بعلم الشرع، وحاشاه من ذلك، وإنما قاله تعظيما له حيث عرفه، وكان قبل ذلك جاهلا له، وإن كان ممارسا للظاهر، فإنه كان عما في باطنه قاصرا، وغاية ذلك كان جامعا للرسوم، غافلا عن العلم والمعلوم. ولما فتح الله عليه بملاقات الصوفية صار علمه بالله بعد أن كان بأحكام الله "قال" عز الدين ابن عبد السلام –رحمه الله- (قد قعد القوم –أي الصوفية- على قواعد الشريعة التي لا تنهدم دنيا وأخرى، وقعد غيرهم على الرسوم).

ومما يدلك على ذلك ما يقع على أيديهم من الكرامات والهداية للمخلوقات، وما يبرز على أفواههم من الحكم والوعظات، حتى يستفيد جالسهم ما لا يستفيد من غيرهم. وقد نقل (النووي) في (شرح المهذب) عن الشافعي –رضي الله عنهما- أنه قال (استفدت من الصوفية في مجالستهم كلمتين: قولهم (الوقت سيف إن لم تقطعه قطعك) وقولهم (إن لم تشغل نفسك بالخير شغلتك بالشر) فانظر يا أخي صدق هذا الإمام الأعظم كيف شهد للصوفية بالجد والاجتهاد "قال" الشيخ الشعراني –رضي الله عنه- (فانظر كيف نقل الشافعي ذلك عن الصوفية من دون غيرهم، وبهذا تعرف مزيد خصوصياتهم على غيرهم، إذ لو لم تكن لهم خصوصية على الغير لما نقل ذلك عنهم، ولم ينقله عن غيرهم من مشايخ العلم الظاهر الذي أخذ عنهم) وحاصل الأمر أنهم اتفقوا على هذا العلم أنه علم الصديقين، وأَنَّ من كان له نصيب منه فهو من المقربين فوق درجات أصحاب اليمين، فيا سعادة من كان له منه أدنى نصيب، ويا خيبة من نازع أهله بالجهل والتعصب، وصار يحاججهم فيما لديه. ويلاججهم فيما لا يحصيه، فهذا أحمق حيث صار يحارب من لا يقاويه. (قال) بعض الحكماء: (كل من حارب من لا يقاوى، جر إليه البلاوى) عليك أخي بحسن الظن بالله وبعباده الصالحين، وخصوصا أهل هذه الطريقة، فإن الخوض في أعراضهم سم قاتل، حفظنا الله والمسلمين منه.

ط§ظ„طµظپط­ط© 4 ظ…ظ† ط¥ط¬ظ…ط§ظ„ 4

ط§ظ„طµظ‘ظپط­ط© ط§ظ„ط£ظˆظ„ظ‰ << ط§ظ„طµظ‘ظپط­ط© ط§ظ„ط³ط§ط¨ظ‚ط©